على مر قرون، كان بدو الأفشار يُعتبرون مجموعة عرقية مهمّة تسكن في مناطق مختلفة من بلاد فارس. لكن في القرن العشرين، تمركز الأفشار في جنوب شرق إيران. على الرغم من أن المؤرخين لا يتّفقون على أصلهم بشكل دقيق، فمن المعروف أن اللهجة التركية للأفشار مصدرها من أذربيجان أو تركيا الشرقية. حقيقة أخرى مثيرة للاهتمام هي التشابه المذهل مع السجاد القديم المنسوج في القوقاز، لا سيما في منطقة شروان في أذربيجان الحالية.
السجاد الأفشاري من القرن التاسع عشر معروف بجودة المواد المستخدمة في تصنيعه فضلاً عن جماله الفريد. يشمل اثنان من أشهر تصميماته الهندسية على خطوط مائلة من “بوتيه” أي شكل صنوبري مزخرف (يعتقد الخبراء أن نسّاجي أفشار ربما كانوا أول من استخدم “بوتيه” في نسج السّجاد) والتصميم الكلاسيكي الذي يتميز بمحور عمودي بثلاث ميداليات مستقيمة. تصميمه الأكثر إثارة للاهتمام هو “التنين وطائر الفينيق”، وهو إصدار نادر الوجود ومجرّد للغاية من الزخرفة الهندسية وقد جاء من الصين منذ آلاف السنين. تشمل التصاميم الأخرى “الزنبق” و “شجرة الحياة” وصفوف من الميداليات. تكشف معظم التصاميم عن أصالة فنهم: تصاميم قوقازية بلمسة جنوب فارسية!
يتميّز سجاد أفشار العتيق العالي الجودة بتقنيات صباغة شديدة التشبع وغالبًا ما تتألق لأنها مصنوعة من صوف غني باللانولين يتم اختياره من قطعانهم.