تعتبر تبريز، وهي مدينة تقع في شمال غرب بلاد فارس، مدينة تحترف فن النسيج. اكتسبت ورش العمل في هذه المدينة المؤثرة سمعة قوية لجودة السجاد الذي يحظى باحترام حتى اليوم.
بدأت شهرة مدينة تبريز كمركز لإنتاج السجاد في فترة السلالة الصفوية (1501 إلى 1722 م)، على الرغم من أن الروايات التاريخية تشير إلى أن السجاد كان ينتج هناك منذ العصر الساساني (224 إلى 651 م). يمثل السجاد من العصر الصفوي ذروة فن النسيج الفارسي واستمر سجاد تبريز في هذا التقليد. أنشأ شاه عباس (1587-1629)، الراعي الكبير للفنون، مراكز للنسيج في جميع أنحاء بلاد فارس، بما في ذلك ورشة عمل ملكية في تبريز. بعض من أفضل السجاد التبريزي، المنسوج حصريًا لهواة السجاد الراقي، يستخدم تقنيات لم يتم إنتاج أفضل منها بعد.
بعد سقوط السلالة الحاكمة، انخفضت جودة صناعة السجاد وكثافته في جميع أنحاء بلاد فارس ومع ذلك، أعاد الاهتمام المتجدد بسجاد القرن التاسع عشر إحياء هذا الفن وأصبح تبريز مرة أخرى مركزًا مهمًا للإنتاج.
يتميز سجاد تبريز العتيق، الذي تم إنتاجه في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بتقنية نسج ممتازة و بتمسكه الرائع بالتقاليد الكلاسيكية وتصميمات السجاد الفارسي القديم. ولكن على عكس السجاد الفارسي الآخر، لا يمكن تمييزه من خلال تصميم معين أو استخدام محدد اللون. يقدم سجاد تبريز العتيق تميّزاً كبيراً في التصميم الكلاسيكي بالإضافة إلى إنتاجه لألوان مختلفة لا يمكن تخيلها، من الألوان الجريئة والمشرقة إلى ألوان الباستيل الأكثر نعومة. ما يميزه عن السجاد الفارسي هو جودته. تم تصميم سجاد تبريز بدقة وتنفيذه بعناية، مما يجعله يحظى بشعبية كبيرة لدى المصممين.
كانت تبريز منذ منتصف القرن التاسع عشر رياديّة بعودة ظهور العصر الذهبي الثاني للسجاد الفارسي، وقد تم إنتاجه للاستخدام المنزلي وللتصدير. في نهاية القرن التاسع عشر، ساهم ثلاثة فنانين فارسيين، الحاج جليلي والشيخ صافي وكربان داي في إعادة إحياء تبريز وبدأ تجار السجاد من تبريز في تصدير هذا السجاد إلى سوق العالم الغربي.
الفن القديم للحاج جليلي من تبريز
كان مشغل الحاج جليلي بارزًا للغاية. يتميز سجاد الحاج جليلي العتيق بأحسن المواد المستخدمة من قبل الصباغين والنساجين إلى جانب عبقرية وإبتكار هذا الفنان المحترف في تصميم السجاد. تشمل إبداعاته الفنية تصاميم نباتية مع ميداليات مركزية وتصاميم زخرفية عالية الجودة مع الكثير من اللُحمات. كما تم العثور على سجاد فيه تفاصيل يتميز بتصاميم “شجرة الحياة” و “الجنة” المليئة بأشجار السرو والصفصاف والأيل والطاووس والغزلان.
نادرًا ما يستخدم عمل الحاج جليلي الألوان الداكنة مثل الأحمر والأزرق التي يتميز بها معظم السجاد الفارسي العتيق من الطراز الكلاسيكي. إن علامته الفارقة وبدون أي شك هي استخدام لوحة محددة من الألوان الرائعة، بعضها بدرجات ألوان ناعمة ورائعة الجمال. على خلفيات ناعمة من العاج، الرمل، البيج، الطين، الصدأ والبني، صمم الحاج جليلي ميداليات ببراعة على شكل كروم وزخرفة عربية بألوان ناعمة، مثل الوردي ولون القهوة. لإضفاء تأثير بصري أكثر دراماتيكي، تم استخدام النيلي أحيانًا لإنتاج تباين أكبر. نظرًا لكثافة العقد المرتفعة، تميل التصاميم إلى أن تكون لها مظهر يشبه اللوحات الخزفية المحفورة بدقة، والمزينة بخلفيات فاتحة.
على الرغم من صعوبة الحصول عليه نظرًا لإنتاجه المحدود وارتفاع الطلب عليه، إلا أنه في يومنا هذا لا يزال من الممكن العثور على عدد قليل من سجاد الحاج جليلي العتيق. إن الإحساس الفريد بالألوان والتميّز الناعم في التصميم جعل سجاد الحاج جليلي التبريزي أحد أروع السجاد الفارسي في القرن التاسع عشر. لحسن الحظ، حققت ورشة عمل الحاج جليلي هدفها المتمثل في إنتاج ارث فني لا يُنسى، وقد تركت لنا جودتها الدائمة مع قدر ضئيل من الروائع الثمينة التي تستحق الاعجاب.
يضيف سجاد تبريز إحساسًا بالأناقة إلى أي غرفة في المنزل أو المكتب. تبريز مشهورة بجودتها الكبيرة ونسجها القوي وتفاصيلها الغنية. لقرون، تم تصنيع سجاد تبريز بأعلى جودة منذ أن تم تكريس تبريز كواحدة من أولى عواصم عالم السجاد. يتباهى فناني تبريز بأنهم الأقدم من حيث الإنتاج في كل بلاد فارس. لا يعتمد سجاد تبريز الفارسي وجماله على خلفيته الثقافية الغنية فحسب، ولكن تصميمه اللامحدود لا مثيل له في أي منطقة أخرى. مع مجموعة متنوعة لا مثيل لها من الألوان، يمكن العثور على سجادة تبريز بأي لون، بما في ذلك الألوان الأكثر جرأة أو الأكثر نعومة مع درجات ألوان الباستيل.
لا شيء يضاهي سجاد تبريز العتيق لجودته ومكانته الأصيلة. لذلك إذا كنت تريد حقًا الشعور بأنك على قمة العالم الحديث بهذه القطع القديمة، فقم بشراء سجادة تبريز. نعدك بأن الضيوف في منزلك سيكونون سعداء ومعجبين بكل ما يقدمه سجاد تبريز.
