كازاخ هي منطقة تقع في جنوب غرب القوقاز، شمال غرب بحيرة سيفان، أرمينيا. في الماضي، كانت منطقة كازاخ مأهولة بالصباغين والنساجين الأرمن، والأتراك الأذريين، ومجموعات من شمال القوقاز، ومجموعات أخرى من المناطق المجاورة. نتج عن هذا المزيج الثقافي الغني صناعة أفضل أنواع السجاد القوقازي، مما جعل كازاخ واحدة من أشهر المناطق في القوقاز. يتميز سجاد كازاخ بأنه مميز وفريد، ويشمل التصاميم المستخدمة “ميملينغ غولز”، وشخصيات بشرية وحيوانية، وزخارف رمزية، وميداليات دراماتيكية، وحدود مزخرفة وسحابة غيوم مائلة وزاوية وتعليقات، إلخ.
في أوائل القرن التاسع عشر، بدأ النساجون في استخدام إبداعهم ومهاراتهم الفنية لتطوير تصميمات جديدة أكثر جاذبية للاستهلاك في السوق الدولية. غالبًا ما يقدّر المتخصصون في السجاد القوقازي أجود أنواع سجاد كازاخ الذي تم إنشاؤه خلال هذه الفترة. يتميز هذا السجاد بأشكال هندسية مذهلة وألوان نابضة بالحياة. يتم تصنيع سجاد منطقة كازاك عمومًا من الصوف بنسبة 100٪ ونادرًا ما يُضاف القطن. يأتي الصوف عالي الجودة لسجاد كازاخ من الأغنام التي تعيش في جبال المنطقة، مما يعطي السجادة ملمسًا ناعمًا وحريريًا. تتميز المنطقة المركزية في الوسط لسجاد كازاك بألوان مشبّعة مثل الأحمر، الأزرق، العاجي أو الأخضر. بالإضافة إلى ذلك، تظهر أشكال مختلفة من الأصفر الذهبي والبني والأحمر الصدأ في الأشكال الهندسية وفي الأطراف. الميزة التي تعزز هذا السجاد هي الألوان المشبعة الناتجة عن الصباغة الطبيعية والتي تضفي قيمة جمالية عالية على السجاد الكازاخي. على عكس العديد من أنماط السجاد العتيق، تظهر الزخارف النموذجية الكبيرة بشكل بارز في المساحة الوسطية للسجادة، مما يجعلها مؤثرة بشكل كبير.
في أغلب الأحيان، يرتبط سجاد كازاخ بمناطق وقرى معينة، ولكن عندما يتعذر تحديد ذلك، يتم تسميته وفقًا للنمط الهندسي المستخدم أو ببساطة بواسطة المصطلح الأكثر شمولاً كازاخ. لذلك كل قرية في منطقة كازاخ لها تصميماتها وألوانها الخاصة – بورجال، فخرالو، كرتشوف، لومبالو، لوري بامباك، سيفان وغيرها. وفي مناطق سيفان وكرشوف وفخرالو فإن اللون الأخضر هو اللون المستخدم في المنطقة الرئيسية للسجاد وعلى حوافه. ومع ذلك، في قرية لوري بامباك، غالبًا ما يستخدم الفنانون لونًا رماديًا على الميداليات والحواف. تستخدم قرية لومبالو بشكل أساسي اللون الأزرق الداكن.
يشتهر بألوانه الغنية وتصاميمه الهندسية الواضحة وتصاميم جريئة واسعة النطاق، لذلك فإن الطلب كبير على سجاد كازاخ من قبل هواة جمع السجاد الكازاخي بسبب أصالته. لكنه أيضًا سجاد ممتاز للاستخدام في البيئات المعاصرة ويمكن أن يضيف لمسة من الثقافة الشرقية الراقية إلى غرفة مصمّمة جيداً. يميل مصمّمو الديكور الداخلي إلى استخدام الأشكال الهندسية المعقدة لسجاد كازاخ للتعويض عن التصميم البسيط للغرفة.
تعتبر سجادة كازاخ خيارًا رائعًا لغرفة ذات أثاث محايد اللون، حيث أن درجات اللون الأحمر الياقوتي، العاجي أو الأزرق الياقوتي ستضيف إلى أجواء الغرفة الحيوية والتباين. تختلف التفضيلات الفردية عندما يتعلق الأمر بدمج الأثاث الفاخر مع سجاد كازاخ. يشعر بعض الخبراء أن الأثاث المعاصر ذو التصميم الإقتصادي يسلط الضوء على فن النسيج الغني لسجادة كازاخ، بينما يفضل البعض الآخر الجمع بين الهندسة الأنيقة لسجاد كازاخ والأثاث التقليدي.
أحد أكثر الجوانب جاذبية لسجاد كازاخ العتيق هو قدرته على الصمود مع الزمن. ترجع هذه الخاصية إلى قدرة الصباغة التي لا تضاهى التي صنعها الأذريون والمواد الطبيعية التي استخدموها في صبغاتهم. يميل سطوع الألوان المصبوغة في هذه الأقمشة إلى الحفاظ عليه لعقود وحتى لقرون اعتمادًا على كيفيّة الاستعمال والعناية في الاستخدام.
يجسد هذا السجاد الرائع المنسوج يدويًا ثقافة كازاخ المميزة. تستمر ألوانه الزاهية والمجموعة المتنوعة من الرموز في سحر هواة جمع وخبراء السجاد الشرقي. لطالما جذب السجاد العتيق انتباه الجامعين لتصميمه الفني واستخدام الأصباغ الطبيعية على الصوف. إنه من بين السجاد الأكثر قيمة في القوقاز والذي يزداد الطلب عليه من قبل المتاحف وهواة الجمع.
