هناك بالطبع، العديد من العوامل التي تحدد أسعار وقيم السجادة العتيقة، تمامًا مثل أي عمل فني. على المستوى الأساسي، يتم تحديد تكلفة أو قيمة السجادة العتيقة من قبل السوق، وهو السعر الذي يعرضه شخص ما مقابل قطعة معيّنة.

ولكن قبل هذه الخطوة، سيعتمد أسعار السجاد على المبلغ الذي يرغب تجار السجاد في دفعه لشرائه. يعتمد السعر الذي يحدده التجار عندما يريدون بيع السجادة على حجم الصوف، ندرته ، جودته، اللُّحمة، لونه ، حالة الحفظ ،العمر والتصميم وبشكل أساسي، مجموعة كل هذه السمات في تلك القطعة.

بشكل عام، تلعب العصور القديمة دورًا مهمًا عندما يتعلق الأمر بتقييم قيمة السجادة. السجاد الأقدم، خاصة الذي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر والى القرنين الخامس عشر والثامن عشر، يميل إلى أن يكون الأكثر تفضيلاً. أنه يحظى بتقدير كبير بسبب جودته. تم نسج أقدمه باستخدام مواد أفضل وقد صُرف الكثير من الوقت والجهد والاهتمام عند صنع كل سجادة. من بين أقدم السجاد، أولئك الذين في حالة جيدة وهم الأغلى ثمناً، ليس فقط لأنه نادراً ولكن لأنه يتمتع بمظهر وإحساس لا يضاهى مع ذلك المنتج اليوم.

في حين أن هذا ليس هو الحال دائمًا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالقطع النادرة و القابلة للتجميع، فإنه بشكل عام تكون تكلفة السجاد الأكبر حجمًا أكثر من السجاد الأصغر. إلى حد ما، يستند تحديد سعر السجاد إلى عوامل جوهرية التي لا تتأثر بالاختلافات الجمالية العرضية. ومع ذلك، ستؤثر الاتجاهات على أسعار أو قيمة السجاد حيث ينمو الطلب على تصميمات معينة ويتضاءل بالمقابل العرض على هذه العناصر الفريدة بمرور الوقت.

سيؤدّي هذا النوع من الطلب الى ارتفاع في الأسعار(على الأقل لفترة زمنية معينة). لكن الاتجاهات والميول تتغير والموضة المؤقتة تزول. لذلك، فإن قيمة أو سعر القطع التي تكون “مواكبة للموضة” تنطوي على مخاطر أكبر في انخفاض سعرها عندما يتغير الميول. من ناحية أخرى، فإن السجاد التي يعتبر قابلاً للتجميع، نادر الوجود والعيّنات الجيدة منه، تميل إلى الحفاظ على قيمتها بمرور الوقت. تعتبر هذه القطع بمثابة نهاية مثالية للسجاد وهي أيضًا أكثر الاستثمارات أمانًا والتي تزيد من قيمتها بشكل كبير بمرور الوقت.

يظل كل من السجاد الفارسي الحديث والسجاد الفارسي العتيق عنصرًا أساسيًا في التصميم الداخلي، كما كان لعدة قرون. يتوفر العديد من هذا السجاد بتصنيفات وأسعار متنوعة أيضًا، مما قد يترك شخصًا غير معتاد على عالم السجاد في حيرة من أمره. حتى الآن، أغلى سجادة في العالم هي سجادة كرمان الفارسية، والتي تم بيعها في دار مزادات سوثبي في نيويورك مقابل 34.000.000 دولار أميركي.

يمكنك العثور على السجاد مقابل بضع مئات من الدولارات إلى مئات الآلاف من الدولارات. لكن، قد تتساءل ما هو الفرق بين السجاد منخفض التكلفة وذلك الذي يباع في سوزيبي للسوق الراقية. دعونا نحاول كشف هذا اللغز وراء أسعار السجاد الفارسي.

ليس فقط عدد العقد هو ما يحدد قيمة السجادة

يعتقد الكثير من الناس عن طريق الخطأ أن قيمة السجادة يتم تحديدها فقط من خلال كثافة العقد. يعدُّ عدد العقد في السنتيمتر المربع في السجادة عامل مهم، ولكنه ليس العامل الوحيد الذي يحدد قيمة السجادة. يميل السجاد ذو الكثافة العالية للعقدة إلى تحقيق أسعار أعلى، وهذا لأن هذه التقنية تسمح للفنان بدمج تفاصيل أكثر تعقيداً في أعمالهم الفنية.

يتم نسج السجاد الفارسي الأصلي بالكامل يدويًا. يتم إنتاج كل عقدة على حدة من قبل الفنان. السجادة هي منتج يتضمن الجلوس أمام النول لساعات طويلة كل يوم وربط آلاف العقد. ومع ذلك، هناك العديد من مراحل العمل التي يجب أن اتباعها قبل إجراء النسج. يجب جز الأغنام وتحضير الصوف أو إنتاج الحرير بالإضافة إلى عملية الصباغة المعقدة. بعد ذلك، يجب استخدام هذه المادة في تشكيل السداة واللحمة. عندها فقط يمكن تحويلها إلى عمل فني جميل.

يستغرق صنع بعض السجاد شهورًا وبعضها قد يستغرق سنوات. كلما كانت المواد أدق، كلما استغرقت السجادة وقتًا أطول وارتفعت قيمتها. يؤثر الوقت المستخدم على السعر بسبب الجهد المبذول في إنتاج السجادة والتفاصيل في التصميم التي تسمح المواد الدقيقة للفنان بإنتاجها. لذلك على الرغم من أن عدد العقد له علاقة بالسعر، فهو مجرّد جزء من القصة.

المواد المستخدمة مهمة عندما يتعلق الأمر بالسجاد وقيمته

تلعب المواد عاملاً كبيرًا في قيمة السجادة. السجاد الحريري هو الأكثر قيمة. يتميز الحرير بالقدرة على غزله يدويًا بشكل جيد للغاية بحيث يصعب رؤيته. كما أنه قوياً للغاية. يرحّب الحرير كثيرا باستعمال الصبغات الطبيعية وله لمعان غير موجود في سجاد الصوف والقطن. يسمح السجاد الحريري للحائك بإنشاء تفاصيل واقعية إلى حد ما في التصميم. مع ذلك، فهو يتطلب عمالة كثيفة للغاية ويستغرق وقتًا طويلاً لإنتاجه، لذلك من الطبيعي أن تنعكس هذه المواصفات على سعره.

كيف يؤثر الحجم على أسعار السجاد؟

الحجم هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على تقييم السجادة – فكلما زاد حجمها، زاد سعرها. يتم نسج العديد من السجاد الكبير أما على أنوال كبيرة جدًا مصنوعة خصيصًا لصنع السجاد الكبير إما يتم نسجه على مراحل ثم يتم خياطته معًا.

تلك المنسوجة على نول عملاق واحد هي الأكثر قيمة، هذا عدا عن الوقت المصروف والمواد التي تدخل في صناعة السجاد الكبير. كل سنتيمتراً تضيفه إلى السجادة هي بضع مئات من العقد الإضافية التي يمكن أن تنسجها الأيدي البشرية، وبالتالي يرتفع السعر بشكل كبير بمجرد الوصول إلى حجم معين.

التفرد والتصميم يؤثر على قيمة السجاد

العوامل التي تم تحليلها حتى هذه النقطة مهمة وكلها تدخل في تقييم السجادة، لكن التفرد والتصميم هما من أهم العوامل في تحديد السعر.

لا يوجد سجادتان متطابقتان، ولكن خلال القرن الخامس عشر الميلادي بدأ توحيد التصميمات، لا سيما في مراكز نسج السجاد الرئيسية مثل تبريز وكرمان وهريز وطهران. تم صنع السجاد باتباع نمط معيّن. نتج عن ذلك إنتاج سجاد يحتوي على تصاميم وألوان متشابهة. تستمر هذه الممارسة حتى يومنا هذا. كقاعدة عامة، إذا وجدت عدد من السجاد من نفس التصميم، فمن المحتمل أن يكون سعره أقل من عمل فني فريد من نوعه تم إنتاجه في هذه المناطق.

تعتبر بعض تصميمات السجاد التي صنعها فنانين مشهورين أكثر قيمة من غيرها. على سبيل المثال ، غالبًا ما تكون التصاميم التي أنتجها سجاد محتشم في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر غالية الثمن. السجاد المنتج في مناطق معينة هو أكثر قيمة أيضًا. مع ذلك، فإن السجاد الفريد من نوعه حقًا هو الأغلى. إنه مثل لوحة جميلة وتقدر قيمتها الفنية أكثر من خصائصها المادية.

عامل آخر هو الألوان المستخدمة سيؤثر استخدام مجموعات ألوان غير عادية أو مجموعات ألوان شائعة جدًا على قيمة السجادة. السجاد المصبوغ بالأصباغ الطبيعية، على عكس المواد المركّبة، له أيضًا جاذبية تزيد من قيمته، خاصةً إذا لم يكن باهتًا وكانت الألوان فيه لا تزال مشرقة ونابضة بالحياة.

هل تؤثر حالة السجاد على سعره؟

ستكون قيمة السجادة أعلى إذا تم الاهتمام بصيانتها. على سبيل المثال، عدم وضعها بالقرب من نافذة حيث يؤدي ضوء الشمس إلى تلاشي الألوان أو عدم السماح للأطفال بالمرور فوقها هي إجراءات مهمة للحفاظ على حالتها، وبالتالي قيمتها. إن السجادة التي يتم العناية بها جيدًا، دائما ما تكون ذات قيمة أكبر من السجادة الملطخة بالنبيذ.

عندما يصل عمر السجادة إلى 30 عامًا، فإنها تعتبر سجادة كلاسيكية. عندما تتخطى الثمانين، تصبح سجادة عتيقة. مع تقدم عمر السجاد، يمكن توقع بعض الأكسدة والتآكل، ولكن كلما كانت حالتها أفضل، كلما زادت قيمتها مع مرور الوقت. من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها هي التأكد من أن السجادة يتم الإعتناء بها من قبل شخص متخصص في تنظيف السجاد. يمكن أن يؤدي استخدام المواد الكيميائية من المنظفات إلى تدني فوري في قيمة سجادتك.