كيف يمكن للسجاد العتيق أن يغيّر مساحتك؟
يمكن للسجادة أن تغيّر مظهر أي مساحة داخلية. فهي قادرة على أن تضفي عليها الفخامة أو تجعلها دافئة وجذابة – والأهم أنها تجعلها فريدة من نوعها. فالقطع النادرة التي صُنعت قبل عام 1900، أي السجاد الذي أُنتج قبل مرحلة التوسع التجاري خلال العصر الذهبي الثاني للسجاد الفارسي، والمُنسوج يدوياً والمصبوغ بألوان طبيعية، يتمتع بجودة استثنائية مقارنةً بالسجاد المنتج بكميات كبيرة في الوقت الحاضر.
شراء سجادة عتيقة هو أسلوب مستدام لتخطيط تصميم داخلي، وأيضاً قرار ذكي. فأنت لا تمنح القطعة المنسوجة فنياً حياة جديدة فحسب، بل تستثمر أيضًا في شيء يحتفظ بقيمته ويدوم لأجيال.
هناك الكثير مما يجب مراعاته عند شراء سجادة شرقية عتيقة، بدءاً من اللون والتصميم وصولاً إلى المادة والعمر. فيما يلي بعض النصائح لاستخدام السجاد الشرقي العتيق في المساحات العصرية.
أهمية اللون
يمكن للسجاد العتيق ذي الألوان الجريئة أن يضفي حيوية على الغرفة وربما يحسن مزاجك. في الثقافات القديمة، يُنظر إلى اللون الأحمر تقليديًا على أنه يرمز للطاقة والقوة والتحفيز والثقة، في حين يرتبط اللون الأصفر بالصحة والإيجابية والارتقاء. أما اللون الأخضر فيُنتج تناغمًا وتوازنًا، بينما يوفر اللون الأزرق إحساسًا بالهدوء والسلام والعمق والصدق والتعبير عن الذات.
لقد استخدم العديد من مصممي الديكور المعاصر درجات الألوان الفاتحة خلال العقود الماضية، لكن الدرجات الداكنة تعاود الظهور. أمّا السجاد ذو النقوش الهندسية، فيضفي طاقة على الفراغ ويتناغم جيداً مع الأعمال الفنية المعاصرة وما بعد الانطباعية. إذا كان لديك نقاط تركيز قوية بالفعل، مثل ورق جدران بارز في غرفة الجلوس، فاحرص على مراعاتها وتنسيق السجاد معها لتوحيد المظهر.
السجاد القوقازي، مثل سجادة سيوان كازاك ، يضفي طاقة على المساحات المحايدة. يتميز السجاد القوقازي بألوان أساسية قوية ونقوش هندسية أكثر متانة. كان يُنسج عادة في القرى ويُباع محليًا. كان يُقام النول داخل المنزل، وكانت تُنسج السجاد وفقًا لذاكرة النساء اللائي نسجنها. وهذا يعني أنه لا توجد سجادتان متماثلتان تمامًا.
كان الفنانون أيضًا صياغين ماهرين للغاية. لا تزال أصباغ هذه السجادة مشبعة بشكل مكثف، ويتميز استخدام الألوان بالتوازن. الصباغة طبيعية. فقد صُنعت الصبغة الخلفية الحمراء لهذه السجادة من نبات الروبيا التينكتيوريوم المعروف باسم “الحمراء الصباغين”، والذي ينمو في منطقة البحر الأبيض المتوسط. الأصباغ الطبيعية أكثر ثباتًا وتدرجًا من الأصباغ الصناعية المستخدمة اليوم، وبالتالي فهي أقل عرضة للتلاشي.
باستخدام أصباغ مستخرجة من النباتات المحلية، تكشف درجة لون السجادة عن المكان الذي نُسجت فيه. فمثلاً، تختلف الأصباغ الحمراء التيراكوتية في شمال غرب فارس اختلافاً كبيراً عن أصباغ لون الخمر في سهول المنطقة الجنوبية. تناسب السجادة ذات الخلفية الداكنة مساحة حميمة، مثل مكتب أو مكتبة. هذه القطعة التي تعود للبدو التركمانيين تتميز بحقل أحمر داكن دافئ ينسجم مع الأثاث الداكن المصنوع من الخشب. إن نسيجها رفيع للغاية وجودتها رائعة، وستجعل هذه الأجواء الدافئة والمريحة تبدو دعوة دافئة وحميمة.
أما السجاد ذو الألوان الأكثر هدوءًا فيميل إلى الانسجام جيدًا مع غرف النوم أو صالات الجلوس المضيئة. فتتفاعل الألوان الفاتحة مع مجموعة واسعة من المساحات المصممة بعناية. يمكن لدرجات مثل لون الرمل والعاج أن تخلق تأثيرًا من الاسترخاء والدفيء، كما يُظهر مثال سجاد كاشان الحريري أدناه. فالمشي على سجادة حريرية فاخرة هو أرقى طريقة لبدء اليوم والانتهاء منه.
التصميم: أبعد من الزخرفة
عند شراء سجادة عتيقة، ابحث عن تلك التي تتميز بتصاميم متوازنة جيداً، وموزعة بشكل منظم، ومنسجمة. يجب أن تمنح أيضاً إحساساً بالحركة، والعمق المكاني، والوضوح. وعندما تفهم مصدر التصميم ومعانيه، تصبح السجادة أكثر إثارة للاهتمام. فالتصميم يقدّم معلومات رائعة عن تاريخ السجادة.
يمثل نقش السجادة المجاورة ثمار الرمان. وترتبط الرمان بالخصوبة والوفرة لوجود بذور جميلة وحلوة ضمن ثمرتها نفسها. في سجاد خوتان من تركستان الشرقية، وبالتالي في السجاد الصيني في المناطق المجاورة، يُعرض نقش الرمان غالبًا نصف مفتوح مع البذور المكشوفة لتأكيد وفرة الثمرة.
يركاند، 1870
تبريز بيتاغ، 1930
تصميم هذه السجادة PETAG (التي صنعتها الشركة الألمانية Persische Teppiche A.G.، والتي كان لها ورشة في تبريز) هو نسخة مطابقة تماماً لإحدى أجمل سجادات كرمان ذات تصميم «الإناء» من العصر الصفوي التي نُسجت على الإطلاق، والتي توجد حالياً في متحف الفنون التطبيقية في فيينا. تصمد أفضل التصاميم في وجه الزمن. فهذه السجادة التي تبلغ قرابة المئة عام تبدو جديدة، وهو ما يعد دليلاً على الجودة الاستثنائية للصوف المستخدم في ورشة PETAG.
السجاد الكبير ذو النقوش المتكررة يناسب أيضاً المناطق غير الرسمية. قد يكون من الأسهل ترتيب الأثاث حول سجادة ذات نقوش متكررة بدلاً من تلك التي تحتوي على مدالية مركزية. ولكن، قبل كل شيء، يجب أن تبحث عن سجادة تكون المساحة الرئيسية فيها محاطة بحدود ذات نسب جيدة، خصوصاً إذا كنت تخطط لوضع الأثاث في وسط السجادة.
ضع في اعتبارك الملمس
سجاد البدجار، مثل القطعة أدناه، يتميز بأبعاد كبيرة ويُعد شديد المتانة، مما يجعله خيارًا جيدًا للغرف ذات الحركة الكثيفة أو التي توضع فيها الأثاثات التي تُحرك كثيرًا، مثل كراسي غرفة الطعام على سبيل المثال. يُصنع سجاد البدجار من الصوف في السدى واللحمة، إضافةً إلى وبر الصوف، ولهذا فهو يتمتع بمقاومة استثنائية.
يميل السجاد الأرق إلى أن يكون أكثر رقة وعرضة للتلف، ولذلك فهو أكثر ملاءمة للمساحات قليلة الحركة، مثل غرف النوم مثلاً. تنتمي السجادة محْتَشَم كاشان الموضحة أدناه إلى هذه الفئة، إذ تأتي بخلفية بلون العاج وتصميم متناغم تماماً مع الزهور وأغصان الكروم. تُنسج سجاد محْتَشَم كاشان من صوف الحملان المستخرج من صدر وبطن الحيوان، وهو أنعم وأرق صوف بفضل محتواه العالي من اللانولين. ونتيجة لذلك، يتمتّع بلمعانٍ ناعم وبراق، يكاد يكون مخملياً عند اللمس. تحظى سجاد مثل هذه بإقبال مستمر من مصممي الديكور الداخلي لأنها خالدة وتضيف أناقة إلى التصاميم الكلاسيكية والعصرية. ألياف الحرير أكثر لمعاناً من الصوف.
يعرض السجادة قُم أدناه درجات من اللون الأخضر المائي بين زهورها ونباتاتها الملونة المتعددة. هذا اللون الأخضر المائي نادر للغاية. في سجادة الحرير، يحدث تغيير في درجة اللون بناءً على موضع الناظر بالنسبة للسجادة. يبحث عشاق فن السجاد عن هذه الفروق اللونية في السجاد المنسوج يدوياً كدليل على استخدام الصبغات الطبيعية من قبل النسّاجين. وتجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى أنها أكثر لمعاناً، فإن سجادات الحرير أيضاً أكثر هشاشة وعُرضة للرطوبة مقارنةً بسجاد الصوف. فإذا ابتُلّت ولم تُجفَّ تماماً، فقد تصبح القاعدة هشة وقد تظهر تشققات. ولذلك، تحتاج هذه السجادات إلى عناية خاصة.
فيجالي سجاد شرقيّة
نحمل إلى منزلكم أكثر من سجادة واحدة، نقدم لكم أعمال فنية نادرة على شكل سجاد.
تقديم خدماتنا
أنت محمي
حقوق النشر © 2023 Figalli Tapetes Orientais، جميع الحقوق محفوظة. تم تطويره بواسطة DLB Online بحب ♥.