إن مصطلح “عتيق” عند تطبيقه على السجاد، يعني أكثر من مقياس للوقت. يتضمن سلسلة كاملة من الخصائص المرغوبة المتعلقة بجودة التصميم وتقنية النسيج والمواد المستخدمة. من الناحية النقدية، فإن السجادة “العتيقة” عالية التكلفة نظرًا لحقيقة أن السجاد العتيق، أي ذلك المصنوع قبل عام 1920، هو من السلع المحدودة التي لا يمكن لأعدادها إلا أن تتناقص ولا تزيد أبدًا.
في الواقع، السنوات 1920 وما يليها تقريباً، كانت نقطة تحوّل في إنتاج السجاد. منذ ذلك الوقت فصاعدًا، تم استبدال الأصباغ النباتية الطبيعية إلى حد كبير بصبغات اصطناعية تفتقر إلى عمق وكثافة ودقة الأصباغ الطبيعية المستخدمة سابقًا. في هذا الوقت أيضاً تمّ استبدال الخيوط المغزولة آليًا محل الصوف المنسوج يدويًا.
كان لهذه التغييرات تأثيراً كبيراً على مظهر السجاد. لم تنتج الصبغات النباتية الطبيعية ألوانًا أكثر ثراءً وحيوية فحسب، بل كانت متنوعة أيضًا في تدرج ألوانها، مما يوفر تأثيرًا كبيرا ً على سطح السجادة. وبشكل مماثل، كان النسيج غير المنتظم للصوف المغزول يدويًا أكثر تنوعًا في خصائصه من خيوط الغزل الآلية.
السجاد العتيق المصنوع من الصوف المغزول يدويًا والأصباغ الطبيعية له سطح أكثر إشراقًا وحيوية ينتج عنه تأثيراً بصرياً عميقاً، بينما السجاد المصنوع في الفترة القريبة من العام 1950، على سبيل المقارنة، يحتوي على سطح باهت ومسطح ورتيب.
أيضًا، بدأ تصميم سجاد القرن العشرين يتغير. مع انفتاح السوق الدولية، بدأ النساجون في القلق بشأن كمية إنتاج السجاد. لم تتأثر جودة المواد فحسب، لا بل تغيّرت تصميمات السجادة وأصبحت بسيطة إلى أقصى الحدود بحيث يمكن تصنيع المزيد من السجاد بشكل أسرع.
في نهاية المطاف، فإن التمييز بين السجاد العتيق والسجاد المنتج بعد عشرينيات القرن الماضي يتجاوز مجرد حساب عمر السجادة. إنه حقًا تمييز في الجودة على جميع المستويات.