الأصباغ الطبيعية تتفوّق كثيراً على الأصباغ الكيميائية، وستفهم الأسباب عند قراءة النص أدناه.
عندما يتعرض السجاد للضوء، تبدأ جميع ألوانه بالتلاشي، لكن إذا كان السجاد مصبوغاً بأصباغ طبيعية، فإن عملية التلاشي تكون أكثر نعومة، مما يجعل الدرجات اللونية الفاتحة الناتجة جميلة – وربما أجمل – من اللون الأصلي. الفرق يكمن في الفارق الدقيق بين التلاشي والنعومة في تغير الألوان. وبشكل أدق، يمكن القول إن السجاد المصبوغ بالألوان الصناعية يبهت تحت تأثير الضوء، بينما السجاد المصبوغ بالأصباغ الطبيعية تتنعّم ألوانه.
تُنتج الأصباغ الطبيعية أليافاً ملوّنة تكون أكثر تناغماً وتوافقاً فيما بينها. والنتيجة هي أنه، مع مرور الوقت والاستخدام، تتلاشى الألوان بشكل متساوٍ وناعم. أما الأصباغ الكيميائية، فهي تبدو في البداية أكثر قوة وحدة بعد صناعة السجادة، لكن هذه الحيوية تختفي بسرعة وبشكل غير متوازن، وأحياناً تترك بقعاً واضحة مع الاستخدام وتقدّم العمر.
إحدى الأسباب الرئيسية التي تجعل الألوان الطبيعية تبدو أجمل من الألوان الكيميائية تتعلق بـ”الشوائب” الموجودة في الأصباغ الطبيعية. فعلى سبيل المثال، فإن الصبغة الحمراء المصنوعة من عناصر طبيعية تحتوي على بعض الأصباغ الزرقاء والصفراء، بينما تحتوي الصبغة الحمراء الكيميائية على أصباغ حمراء فقط. وتشكل الشوائب الموجودة في الأصباغ الطبيعية – والتي قد تتراوح من 5٪ إلى 25٪ من مكوناتها – تدرجات لونية أخرى، وهذه الخلائط هي ما يجعل الأصباغ الطبيعية جذابة للغاية وتخلق انسجاماً بين الألوان المتقاربة. والنتيجة هي أنه بينما يرى شخص ما لوناً أرجوانياً قليلاً في خصلة من الصوف الرمادي، قد يرى شخص آخر لمسة من اللون الأزرق.
من ناحية أخرى، فإن التماثل في لون السجادة المصبوغة صناعياً يكون مسطحاً وباهتاً، مما يجعلها تبدو مملة. أما الصبغة الطبيعية، فبسبب عدم انتظامها، تجعل اللون نابضاً ومضيئاً. وهذه “اللا مثالية” بالذات هي ما يدل على براعة يد الفنان في التعامل مع المواد المستخرجة من الطبيعة.
تنتج الأصباغ الطبيعية تدرجات لونية مختلفة بحسب أوقات النهار. فعندما تتعرض هذه الصبغات الطبيعية للضوء، فإنها تُفتّح الألوان، مما يجعلها جذابة بطريقة تختلف عن ألوانها الأصلية. ومن الواضح أن الأصباغ الطبيعية أقل ضرراً بكثير على البيئة مقارنة بالأصباغ الكيميائية. فالأصباغ الصناعية المستخدمة في الصباغة تُسبب تلوثاً بيئياً ومشاكل صحية ليس فقط لأولئك الذين يصنعونها، بل أيضاً لأولئك الذين يشترون السجاد المصبوغ بها.